بيان الفدرالية الديمقراطية للشغل

على اثر المراسلة التي بعثها المكتب الوطني للنقابة الوطنية للبريد والاتصالات العضو في الفدرالية الديمقراطية للشغل إلى السيد المدير العام لمجموعة بريد المغرب بخصوص الزيادة في أجور البريديات والبريديين وبعد البيانات الجهوية والمحلية التي أعلنت من خلالها التنظيمات الفدرالية عن بدء التعبئة لخوض مختلف أشكال النضالات بادرت الإدارة إلى عقد لقاء معنا من أجل الاستفسار حول هده الحركة التصعيدية الخاصة بالزيادة في الأجور وتحديد يوم 19 مايو 2011 كتاريخ لبدء مناقشة هدا الموضوع.
إننا في الفدرالية الديمقراطية للشغل نعتبر أن استعداد الشغيلة البريدية للدفاع عن قوتها الشرائية يدخل في السياق العام الذي تعيشه الطبقة العاملة المغربية بصفة عامة والتي أصبحت مهددة بالفقر و الهشاشة وفقدان التوازن الاجتماعي المطلوب والضروري لتحقيق الديمقراطية الاجتماعية التي بدونها يبقى المجتمع عبارة عن غابة يأكل فيها القوي الضعيف.
إن السرعة التي استجابت بها مجموعة من المؤسسات العمومية وشركات الدولة ذات الطابع التجاري والصناعي لفتح حوار حقيقي توج بإعلان زيادات مهمة في الراتب الأساسي يجعل الشغيلة البريدية مستعجلة وملحة من اجل الحصول على زيادة قيمة أسوة بنظيرتها في الشركات الخدماتية المملوكة للدولة. علما أن الراتب الأساسي الذي يحتسب في التقاعد هزيل جدا الشيء الذي يدفعنا إلى التفكير في مراجعة نظام التقاعد الظالم الذي يفرض علينا النضال بمعية القطاعات المنخرطة في النظام الجماعي لمعاشات التقاعدRCAR من أجل إصلاح شامل يضمن كرامة ومستوى عيش كريم للمتقاعد ولن يتأتى هدا الإصلاح إلا بانخراط المركزيات النقابية الأكثر تمثيلية من أجل التنسيق للضغط على الدولة حتى تبدأ في الإصلاح الحقيقي لنظام التقاعد.
بالإضافة إلى ملف تحسين الأوضاع المادية للبريديات والبريديين هناك ورش النظام الأساسي لمستخدمي بريد المغرب والدي يكتسي أهمية قصوى في نظرنا لأنه يشكل الوعاء الذي يتضمن الحقوق المادية والمعنوية والمسار المهني للشغيلة وهو ما يجعلنا حريصين كل الحرص على تطوير هدا القانون وتحديته ليشكل قفزة نوعية تدخل ببريد المغرب في مصاف المقاولات العصرية التي يحتل فيها الرأسمال البشري المكانة اللائقة سواء على المستوى المادي والمعنوي.
إن تنقية الأجواء الاجتماعية داخل المؤسسة يتطلب إرادة حقيقية وصادقة من طرف إدارة بريد المغرب لحل كل الملفات العالقة التي تعتبر المدخل الرئيسي لعملية التحول الكبير الذي ينتظره الجميع كالملف الاجتماعي ورفع حصيص الترقية إلى %30 كما نطالب الإدارة بالتعامل بشكل شفاف مع ملف حملة الشهادات حتى ترفع كل التباس حول هدا الموضوع الذي عرف مغالطات كبيرة وتم التغرير أحيانا بإخواننا المعنيين بالأمر والدي تعاملنا معه بواقعية ولم تعط لنا أية أجوبة من طرف الإدارة.
واحتجاجا منا على هدا الوضع المشحون الذي تعيشه الشغيلة البريدية فقد تقرر حمل الشارة الحمراء ابتداء من يوم الاثنين 16 مايو إلى غاية يوم الجمعة 20 مايو.
إن الصراع الذي نؤمن به في الفدرالية الديمقراطية للشغل يكون مع الإدارة التي تعتبر خصما في النزاعات الاجتماعية ولم نكن أبدا نعتبره صراع يتم خوضه مع أي شريك اجتماعي لان ما نناضل من أجله لايوجد حله عند الشركاء الاجتماعيين الآخرين بل يوجد عند الإدارة التي تمثل مصالح الدولة في حين نمثل نحن مصالح المستخدمين بل إننا نعتبر أنه من العيب أن نوجه سهامنا إلى أي نقابة مهما كان اختلافنا معها بل سنكون منسجمين مع أخلاقنا وقيمنا ادا قلنا بأن التوتر الذي ساد المؤسسة خلال الشهرين الماضيين لم تستفد منه الشغيلة البريدية ولا حتى أي نقابة بل إن المستفيد الوحيد هو الإدارة التي تلعب على المتناقضات ليخرج الجميع بخفي حنين.
إن نضالاتنا هي من صميم نضالات الشعب المغربي التواق إلى الحرية والعيش الكريم ونبد العنف ولهذا فإننا نندد بكل عمل إرهابي من أي مصدر كان يستهدف أمن المغاربة والتشويش على مشاريع الإصلاح كما نطالب بإطلاق سراح مدير جريدة المساء دفاعا عن استقلال الصحافة وحرية التعبير التي نعتبرها ضرورية لتطور البلاد تماما كالحريات النقابية.
فلنتكتل جميعا حول الفدرالية الديمقراطية للشغل وبرنامجنا النضالي الصادق الهادف إلى تطوير وتنمية الحقوق المادية والمعنوية في إطار من المكاشفة والصراحة بدون زيادة أو نقصان.
المكتب الوطني